تشير الإحصائيات والتقارير أن أكثر من 70 % من العرب لا يدخرون إطلاقاً ، فثقافة الإدخار والإستثمار بهدف الإدخار للمستقبل تكاد تكون معدومة أو ضعيفة جد
فأسواق الأسهم المحلية و حتى أسواق العملات العالمية أصبحت تستخدم للمضاربة من قبل المستثمرين الأفراد إلا القليل منهم
حتى أهداف شراء الأسهم أو حتى الإستثمار العقاري أصبح الهدف منه ليس إستثمار على المدى المتوسط (3 إلى 5 سنوات) أو طويل الأمد (5 سنوات وأكثر) وإنما بأمل أن يحقق أرباح مضاعفه في أيام أوشهور.
فلذلك ليس من الغريب أن نسبة من المدخرين أو المستثمرين في شهادات الإستثمار و الصكوك متدنية ، و ذلك يعود كما أسلفت بإنعدام ثقافة الإسثمار عموماً و إدراك مكانيكية شهادات الاسثمار والصكوك .
“إصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب” هي ثقافة لطالما إعتاد عليها شريحة كبيرة من العرب، الذي يندر من بينهم من يمتلك ثقافة الإدخار حيث يبدو أن هذه الثقافة أصبحت غائبة خاصةً عن الجيل الجديد.
وقد يتعذرالبعض بغلاء المعيشة والبعض الآخر بطبيعة الحياة الإستهلاكية وإنتشار مغريات الشراء من السيارات والهواتف… إلخ ، وقد يحتج غيرهم بإغراءات البنوك وتشجيعها المستثمر على الإقتراض، غير أنها أعذار لا تغني من الحق شيئاً.
وإذا كان الحال كذلك ، فكيف يتمكن الكثير من أصحاب الجنسيات الغربية والأسيوية من توفير مدخرات مالية رغم غلاء المعيشة ووجود مصارف متعطشة لإغراء الأفراد بالاقتراض؟
فالإدخار والتوفير المالي والإستثمار للمستقبل ثقافة تغرس منذ الصغر، و كلنا يعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه .
حيث تسود أغلب المجتمعات العربية ثقافة إستهلاكية تبدد كل مصادر الدخل لدى الاسر مع غياب كامل لثقافة الادخار ، بينما نرى أن شعوب عديد من دول جنوب شرق آسيا تدخر جزء من دخلها مهما كان متواضعا بفضل ثقافة الإدخار الراسخة وتشجيع الدولة على الإدخار.
علي حمودي
Follow me: @ahamoudi on Twitter