الفرق بين خام برنت وخام تكساس الامريكي
خام برنت أو مزيج برنت
هو خام نفطي يستخدم كمعيار لتسعير ثلثي إنتاج النفط العالمي، خاصة في الأسواق الأوروبية والأفريقية، ويتكون برنت من مزيج نفطي من 15 حقلا مختلفا في منطقتي برنت وتينيان (بعضها يقع في المملكة المتحدة والبعض الآخر في النرويج) اللتين تنتجان نحو 500 الف برميل يوميا.
مميزات خام برنت
بشكل عام يباع بسعر أعلى من سلة نفط ‘اوبك’ بنحو دولار للبرميل،
– يعتبر من أنواع النفط الخفيفة الحلوة بسبب وزنه النوعي البالغ 38 درجة وانخفاض نسبة الكبريت التي تصل إلى 0.37 في المائة.
– على الرغم من أن الدول الأوروبية تستهلك أغلب إنتاج خام برنت، إلا أنه يصدر أحيانا إلى الولايات المتحدة وبعض الدول الأفريقية، إذا كان الفرق بين سعره وسعر النفوط المماثلة في هذه الأسواق أكبر من تكاليف الشحن.
– يعتبر اشراف حقوله على النضوب مشكلة كبيرة للمتعاملين الذين بدأوا يبحثون عن بديل للتسعير.
خام غرب تكساس المتوسط أو خام تكساس الخفيف
هو نوع من النفط الخام يُستخدم كمعيار في تسعير النفط و السلعة الأولية الأساسية في العقود المستقبلية في النفط لبورصة نيويورك – نايمكس.
مميزات خام غرب تكساس المتوسط
– يتميز بمستوى أقل من الشوائب، و نتيجة لذلك فهو سهل التكرير. و النقل مقارنة بالنفط الثقيل العكِر، الذي يحتوي على مكونات شمعية عالية، كثافة و لزوجة أعلى.
– جميع هذه العوامل تجعل خام غرب تكساس المتوسط أكثر سلعة أولية سيولة في العالم في الأسواق الالكترونية.
لماذا دائما كان خام برنت أعلى من خام تكساس الخفيف؟
لقد استمر تداول خام برنت في بورصة البترول الدولية في لندن التي تعرف الآن بـICE أعلى من منافسه الخام الأمريكي القياسي المعروف بخام غرب تكساس المتوسط WTI منذ الربع الرابع من عام 2010 ووصل الفارق أخيرا إلى 27 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ ذلك الحين.
يبدو أن تفوق خام برنت نتيجة لطبيعة خام برنت المفتوح على البحر وموقعه الجغرافي جعله مرتبطا ارتباط وثيقا بأسواق التداول العالمية بالإضافة إلى التغيرات الأساسية والاستراتيجية في طبيعة أسواق النفط، بالإضافة إلى تحول نمو الطلب على النفط إلى الأسواق الناشئة، مثل الصين والهند، وتنامي الدور المالي للأسواق الآجلة للنفط.
عدم إمكانية وصول خام غرب تكساس الوسيط إلى الأسواق العالمية. حيث تقع نقطة التسليم لعقود خام نايمكس في مركز التخزين في كوشينج Cushing في ولاية أوكلاهوما، التي تعتبر حالياً نقطة معزولة ولا يمكن نقل النفط منها جنوبا إلى مراكز التكرير على امتداد ساحل الخليج الأمريكي.
كان المضاربون في الأسواق النفطية يلعبون أيضا دورا في هذا الجانب، حيث إن العديد من صناديق الاستثمار، صناديق التحوط وغيرها من المحافظ الاستثمارية الطارئة التي تتعامل في الأسواق المالية لتجارة السلع، قامت بتحويل أموالها إلى عقود خام برنت الآجلة، حيث كان يعتبر المستثمرون خام برنت أفضل مقياس للنمو الاقتصادي العالمي وللمخاطر الجيوسياسية.
قبل هذه الفترة، في السابق كان خام برنت يرتفع فوق خام غرب تكساس الوسيط في أوقات معينة، عادة بسبب بعض الاضطرابات في أسواق النفط في الوسط الغربي الأمريكي.
تضيق الفارق بين خام برنت و خام تكساس المتوسط
في الأسابيع الماضية إرتفعت أسعار النفط الأمريكي مسجلة علاوة سعرية فوق خام برنت في التعاملات الدولية بعد ان اظهرت الأساسيات بشكل مستمر بأن سوق النفط يعاني بالفعل من تخمة كبيرة في المعروض.
قبل 2010 كان خام غرب تكساس غالبا يتفوق على برنت بعلاوة سعرية حين لم يكن النفط الصخري الأمريكي قد بدأ بعد في الازدهار وهو ما كان معناه وقتها أن أكبر مستهلك للنفط في العالم كان يستورد كميات أكبر من الخام والوقود.
ومنذ ذلك الحين هبطت واردات الولايات المتحدة البترولية من أعلى مستوى لها والذي بلغ نحو 14 مليون برميل يوميا إلى نحو تسعة ملايين برميل يوميا بحسب البيانات الحكومية.
لكن مع تراجع إنتاج النفط الصخري وإلغاء الحكومة لحظر تصدير الخام الذي استمر لعقود من المحتمل أن تتقلص السوق الأمريكية بينما تستمر الإمدادات العالمية في التزايد على خلفية زيادة إنتاج روسيا ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وعلى الرغم من أنه من غير المتوقع أن تكون هناك صادرات كبيرة على الفور من المرجح أن يتدفق بعض النفط الأمريكي من الولايات المتحدة على الأسواق العالمية العام المقبل.
ولذلك تقلص الفارق السعري مع انخفاض سعر خام برنت إلى أدنى مستوى له منذ 12 عاما ووصل الي دون 30 دولارا للبرميل ، وذلك مع اقتراب وصول معروض إضافي من النفط الإيراني، الأمر الذي يفاقم تخمة المعروض، وسط بواعث قلق بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي،بالإضافة إلى توقع بعض خبراء إلى أن سعر النفط قد يهبط إلى ما دون 10 دولارات للبرميل.
علي حمودي
@AHamoudi1