الاستثمار: هو توظيف المال في اي نشاط او مشروع اقتصادي يعود بالمنفعة المشروعة على المستثمر، فيمكن أن نقول أيضاً أنها توجية لسيولة المالية للحصول على منفعة ربحية كبيرة في المستقبل، لكن للأسف على مدى قرابة عشرين عاماً مضت شهدنا كثير من المستثمرين خصوصاً في الخليج العربي يدخلون عالم الاستثمار من غير دراية كافية بأساسيات الاستثمار. من الواضح أن هناك نوعاً من غياب الوعي الاستثماري، حيث لا يوجد عند المستثمر الفردي أي فكرة عن الهدف الاستثماري للأسهم و للصناديق والقيمة المضافة من الاستثمار في هذه الصناديق لما فيها من إدارة نشطة لإدارة الأصول بإحترافية.
هناك عدم واقعية في التنبؤات لأسواق الأسهم، حيث إن كثيراً من المتعاملين، خصوصاً صغار المستثمرين الذين يبالغون في توقعاتهم لحجم العوائد من أسواق الأسهم، التي هي في الأساس أدوات إستثمارية على المدى الطويل، وليست أداة للمضاربة وتحقيق عوائد سريعة، حيث أصبحت قلة الوعي الاستثماري وعدم وجود هدف استثماري بات يشكّل خطراً على الأسواق المحليه حيث يمكن ان تفقدها هيبتها ومصداقيتها ، والدليل على ذلك التأثيرالسلبي المتمثل في انسحاب بعض المستثمرين من الصناديق الاستثمارية وهذا قد يؤثر مستقبلا على أي إكتتاب جديد، فهناك من المستثمرين من يذهب لشراء بعض الأسهم في نظير أن تعلو قيمتها خلال جلسة أو جلستين وبذلك اعتقادا منه أنه سيحقق اعلى ربح في أقصر مدة ممكن وتكون عملية البيع بطريقة غير مدروسة ولا يكون لدى المستثمر اي نوع من المعرفة بكافة الأدوات الإستثمارية المتاحة وكيفية إستخدامها ولا يطلع على القوائم والنتائج المالية للشركات المدرجة التي قد يتخذ قرار الإستثمار فيها وذلك ظناً منه أو من بعض الناس ان هذا السهم سيرتفع.
وقد تتسبب هذه العفوية في الإستثمار من خلال البيع أو الشراء خسارة كبيرة او عدم الحصول على ربح أعلى ، فعلى سبيل المثال إذا أخذ مستثمر قرار شراء أسهم معينة بناءاً على أقوال بعض الناس أن هذا السهم سيعلو خلال جلسة أو جلستين دون أدنى معرفة بالمركز المالي والفني للشركة، ولكن حدث العكس فيسرع في البيع أيضاً من أجل تخفيف خسارته ، ولكن على المدى البعيد قد يرتفع سعر هذا السهم وبهذا فقد حرم نفسه من تحقيق ربح بل أنها خسارة.
لذلك يجب على المستثمر العربي أن لا يتعامل مع البورصة بطريقة تجعلها صالة للمقامره على الأسهم، وإنما هو إستثمار حقيقي لتنمية الثروة وذلك من خلال الأتي:-
يجب أن يخصص المستثمر الفائض من دخله ليستثمره وأن لا يستثمر بكل ما يملك لان الإستثمار في الأسهم والعقود الآجلة يجب أن يكون على المدى الطويل.
1- يجب على المستثمر تحديد أهدافه من خلال تحديد القيمة الربحيه التي يرغب فيها و أيضاً الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق هذا الربح.
2- يجب على المستثمر أن يكون على أتم إستعداد لأسوء حالات هذا الإستثمار، فكلما كان الربح المرغوب فيه أعلى كلما إرتفعت المخاطر الإستثمارية.
3- يجب أن يكون الإستثمار بناء على معرفة كاملة للأدوات المالية المتاحة والإطلاع على وضع هذه الأدوات إذا كانت مالية أو فنية والبحث عن المعلومات التي قد تأثر في قراره الإستثماري ومتابعة مستمرة لأداء الاسهم والأسعار ومؤشرات السوق وعدم اتباع الإشاعات والاكاذيب فالبعض لا يهتم بجمع هذه المعلومات ويتجه لأهل الجهل وإستشاراتهم مبرراً ذلك بأن المعلومات والبيانات عن الاسهم ليس لها فائدة وإنها فقط معلومات روتنية
فبذلك تتحول البورصة من من كونها وسيلة لتوفير فرص إستثمارية وتجارة معرفة ومعلومات الى نادي كبير للمقامرين والمضاربين ويكون صغار المستثمرين هم المجني عليهم من هذا التصرف لذا فإن لم يتسلح المستثمر بالمعرفة فهو عاجلا أم آجلا سيكون حاصداً للخسارة.
ومن يسعى للاستثمار في البورصة يجب أن يفكر قبل اتخاذ القرار؛ لأن الاستثمار في آليات السوق الحرة لا ينفصل عن ضرورات الثقافة العامة؛ فالمعرفة هي حاجز الأمان الذي يمنع من تعاظم المخاطر.
4- كذلك يجب أن يتحلى المستثمر بالواقعية حيث أن الأوراق المالية والعقود الآجلة قابلة الإرتفاع أو الإنخفاض لذلك من المفضل أن يكون الاستثمار طويل الأجل لحمايته من تقلبات السوق اليومية، وأيضاُ يجب أن يكون هناك تنويع بين الأوراق المالية وأن لا يركز على أوراق مالية معينة حتى يخفف من نسبة المخاطرة.
5 – يجب على المستثمر معرفة حقوقه الكاملة التي نص عليها القانون ولا يتكاسل عن حضور الجمعيات العمومية ومناقشات المركز المالي والفني للسهم الذي يستثمر فيه.
فإن مقولة الإستثمار في الأوراق المالية والعقود الآجلة هو ربح بلا جهد هي مقولة بالغة الخطورة وليس لها صلة من الواقع ، فهناك بعض الظنون الخاصة بالأسواق المالية العربية مشوشة وبعيدة عن الواقع ، خصوصاً مع سرعة الأحداث الإقتصادية وتأثيرها السريع على الأسواق المالية.
لذا فإن البورصة تحتاج إلى معرفة ومعلومات, قدرة على تحمل تقلبات الأسواق بجانب السيولة المالية حتى يكون للإستثمار فائدة وأقل ضرراً للمستثمر
علي حمودي
@ahamoudi